انا النهاردة مش هاكتب فساد مباشر
انا هانقلكم رسالة من معتقل
رسالة من عمي
رسالة من يوميات معتقل من يوسف الصديق
مع الرسالة:
.bmp)
صوت ارتطام هائل جعلني أنتفض من سريري ظانا أن زلزالا قد وقع أو أن سيارة طائشة قد اخترقت جدران البيت.. فجأة وجدتهم أمامي في الصالة.. لم أعرف – علي وجه التحديد - عددهم. كانوا ضباطا ثلاثة وعددا لا أحصيه من الجنود.. تذكرت علي الفور
شعر أحمد فؤاد نجم:
الليلادي يا ملاكي..جم صحوني من منامي.
خبط علي الباب يخلي الدم يجمد..
اصحي يا احمد.. اصحي يا احمد..
قول لنا راح فين إمام..
بص لي واحد.. وفي عينه حيطة..
كان نفسه يلمح في عيني نظرة خوف ولو بسيطة..
هئ....... وهيجي منين الخوف يا ابن العبيطة
هوه مين فينا الجبان....
واللا مين فينا اللي خان...
وعذرا يا عم نجم.. فضيوفي – الغير مرغوب فيهم – لم يطرقوا الباب عندي بل كسروه.. كانت الساعة قد تعدت الواحدة صباحا وبدأت علي الفور عملية الانتشار السريع أخذ كل جندي موقعه. أحدهم علي السلم وآخر أسفله وأحدهم علي الباب المكسور وواحد يسير حيثما تنقلت في البيت.. حتى عندما دخلت الحمام لتغيير ملابسي كاد أن يرافقني لولا أن زغرة الضابط بنظرة قاسية جمدته مكانه وآخرون انتشروا حول البيت وكأن المهمة المقدسة التي تتم للقبض علي الإرهابي الكبير – الذي هو أنا بالطبع – لن تكتمل إلا بالانتشار في أرض المعركة أقصد بيتي.
ثم بدأت المهمة التالية من العملية – أحد الضباط ومعه اثنان دخلا إلي غرفة المكتبة والآخر رافقني إلي غرفة النوم وبدأ التفتيش الدقيق لكل ورقة وقصاصة حتى عقود المنزل الذي أملكه لم تسلم من حملة الاستيلاء والمصادرة وكل فترة يطلبون كيسا كبيرا يملئونه بالورق والكتب وحانت مني التفاتة إلي غرفة المكتبة كانت الكتب علي الأرض في لوحة سريالية لم أرها من قبل حتى الكمبيوتر المسكين خرجت أحشاؤه كأنه وقع ضحية تصادم في احدي الطرق السريعة في مصرنا الحبيبة.أو كأنه كان راكبا قطار الصعيد إياه أو العبارة إياها.... وصادروا " الهارد ديسك " والكثير من الكتب: فقه السنة – الظلال - ...............
وبعد فزع الصغار – وبكاء الزوجة وتفتيش تعدي الساعة في كل أركان الهدف – أقصد البيت – صدر الفرمان السامي لي بتغيير ملابسي والامتثال للأمر..
وطبعا امتثلت وخرجت معهم وفور خروجي من المنزل فوجئت بالعدد الكبير خارج المنزل... والتفت إلي ضابط أمن الدولة ضاحكا: ياه... كل العدد ده علشاني أنا... يظهر إني مهم جدا... تبسم ضاحكا ولم يعقب... ( وللأمانة فقد كان هذا الضابط بالذات في أعلي درجات حسن المعاملة داخل المنزل حتى طلباته مني كانت في منتهي اللياقة والذوق)...
المهم ركبت السيارة الخالية من النوافذ وفي الطريق عرجنا علي قرية المشرك حيث منزل الأستاذ شعبان الليثي ثم قارون حيث منزل الأخ محمد عبد الحميد ومنها إلي مركز يوسف الصديق الذي وصلناه قرابة الفجر بعد معركة مع البرد الشديد القارص في عربة شبه مكشوفة وهناك أمضينا ما تبقي من الليل وعند الظهر اقتادونا في نفس السيارة إلي نيابة أبشواي والتي لم تفعل شيئا سوي أن حولتنا إلي النيابة الكلية بالفيوم وهناك كان رئيس النيابة يحقق معنا وأمر الاحتجاز مدون قبل دخولنا.... وتذكرت قول الأبنودي:
يا قاضي بالله عليك... إنت بتخدع مين.ما كلنا فاهمين
تحت القناع ديدبان
تحت الوشاح مخبر جبان...
يلمع صولجان الحاكم.. بدمعة الأوطان.
علي أجمل الفتيان...
وقوله في نفس القصيدة:
عتمة المحاكم.... والحرس واقفين
عتمة المحاكم.... والسجون غابة
أتقدموا الحراس بالمساجين
متحوطين الشمس بديابة
اتمطعي في القاعة يا نيابة
الزهر مد رقبته م الأسوار
وقف الحرس انتباه... لتهرب الأزهار.
ولم تهرب الأزهار فقد صدر قرار الحبس الاحتياطي لها لحين النظر في الأمر في جلسة 27/2/2008....
والآن نحن في سجن يوسف الصديق... وأخي شعبان يقرأ الآن س". يوسف..." يوسف الصديق الحقيقي " ... وليس يوسف الذي تسمي المركز باسمه. وشتان بين يوسف الذي نعرف ويوسف الذي يعرفون:
يا يوسف الصديق......
هذا يوسف الدجال يدخل خندق البيعة
فلا تعبر لهم رؤيا
فقد أكلوا العجاف مع السمان.
وإلي اللقاء في يومية تالية من يوميات معتقل في يوسف الصديق
عبد الرحمن يوسف بريك
سجن يوسف الصديق/الفيوم
قبل الترحيل إلي دمو
هذه كانت كلمات عمى الحبيثب الذي حزنت كثيرا على بعده فكان هو الذي يعلمنى خبايا الامور واسرار القرارات السيلسية للجماعة وغيرها
ولطالما علمنى في الرياضيات الكثير والكثير
سوف نتحدث عن عمى مرة اخرى بالتفصيل
ارجو الدعاء لكل المعتقلين
